القانون والسحر

1087848_halloween_

بقلم  : جال كلوزنر

لطالما اسند مصطلح ساحرة للحكايات الخرافية، الأدب والخيال، ولكن الوضع لم يكن كذلك، خلال أواخر العصور الوسطى وأوائل العصر الحديث بين السنوات 1450-1750، ترابط الواقع مع الاسطورة .

الأفكار والمعتقدات في وجود الساحرات انتشرت في الثقافة الأوروبية. في بداية القرن الخامس عشر بدء نسب  للساحرات إستخدام غير شرعي لقدراتهن الغير طبيعيه ، وفقا لااتفاق أبرم بينهن وبين الشيطان. طوال القرن ال 15 الكثير من اللاهوتيين وصفوا الساحرات كعضوات  في طائفة شيطانية ومعادية للمسيحية.

بعض الأفعال المنسوبة إلى أنشطة تلك الساحرات هو قدرتهن على الطيران في الليل، والتواصل مع حيوانات تتكلم، وفرض العين الشريرة، استحضار وفرض اللعنه والتواصل مع الشياطين. بالاضافه الى ذلك ، فقد ساد الاعتقاد ب "عودة  الساحرات "، وهو حفل يتم فيه ضم سحرة وساحرات جدد الى المجموعه. خلال الحفل يقتلون الأطفال الصغار وتستخدم أجسادهم للسحر والشعوذه، يدنسون الصليب ويعبدون لربهم الشيطان. وقد تميز ختام الحفل بمظاهر العربدة والعلاقات الجنسية الفاضحه.

 وهكذا يمكن ان نرى أن نسب الأفعال الشيطانية ، الاجراميه والخطيرة للساحرات كان ارض خصبه لمطاردة الساحرات وتطوير  "مطاردة الساحرات" التي وقعت خلال وقت مبكر من العصر الحديث .

هناك أربعة تفسيرات رئيسية في محاولة لتوضيح ظاهرة السحر التي وقعت في بداية العصر الحديث في  أوروبا.

الأول هو النظرة الليبرالية. أنصار هذا التفسير، لا يؤمنون بوجود السحر. وهم يعتقدون أن الكنيسة هي التي اخترعت السحر وساهمت في تمكين "جنون الساحرات". وكان الهدف هو محاربة المعارضين للكنيسة، وزيادة ثراءها وتعزيز مكانتها.

التفسير الثاني هو التقليد الفلوكلوري ، المعروف أيضا باسم "معتقد ماري "على اسم مارغريت ماري، وهي عالمه مصريه. بالنسبة لها، كان السحر الأوروبي في الواقع دين الخصوبة القديمة الذين يعبدون الاله ديانوس. ورفض هذا التفسير من أساسه بسبب عدم وجود  الأدلة الداعمة الكافية.

التفسير الثالث والسائد ويركز على التاريخ الاجتماعي للسحر واستخدام السحرة "باب الجحيم"  يمكن القاء اللوم عليه عن كل المصاعب والكوارث. انصار هذا النهج، لا يؤمنون بوجود الساحرات. وهم يعتقدون أن سبب اضطهاد الساحرات يكمن في تطوير الخرافات وليس له علاقة لمبادرة بتوجيه الكنيسة .

التفسير الرابع،  ترى بالسحر كمجموعة من المعتقدات والمفاهيم التي ظهرت على مر السنين وتأثرت أساسا من  מהמינות المسيحيه .

إنجلترا، كان 90٪ من المتهمين بالسحر من النساء . ، في بقية قارة اوروبا كانت نسبة النساء اللواتي اتهمن بجريمة السحر  80٪. وتشير البيانات إلى صورة واضحة أن اضطهاد الساحرات في أوائل العصر الحديث اثرت  بشكل رئيسي على النساء.

النموذج الاجتماعي – الاقتصادي لتوماس ماكفرلين عن السحر يقدم تفسيرا لذلك يكمن في حقيقة أن كبار السن من النساء كن من المهمشات في المناطق الريفية اقتصاديا واجتماعيا. وبالإضافة إلى كون جزء لا باس به من المتهمات بالسحر هن من الأرامل . وقد شجع هذا الواقع النساء على الانضمام إلى المجتمع الأبوي واختيار  الزواج لتوفير الحماية لهن.

في معظم الحالات،  حظيت المرأة على مر السنين بسمعة قوية كساحرات  قبل ان تحاكمن . وبالإضافة إلى ذلك، ساد الاعتقاد بأن السحر يمكن توريثه من الأمهات إلى بناتهن .

معاملة الساحرات في انجلترا  بالمقارنة مع دول أوروبا

المحاكم في انجلترا كانت تفتقر الى ميزات غريبة  كانت شائعه في محاكمة الساحرات في دول הקונטיננט. عدد قليل جدا من الاتهامات كانت بخصوص عودة الساحرات ، أيضا ادعاءات انهن يطرن ليلا كانت  نادره وفكرة إقامة علاقات شخصيه مع الارواح أو الشيطان وصلت إلى إنجلترا في وقت متأخر وعادة تم التشكيك بها .

وعلى النقيض من הקונטיננט ، كان في انجلترا هيئة محلفين  بحثوا الأدلة. أيضا، في إنجلترا لم  يستخدموا التعذيب كأداة في احقاق الحق في الإجراءات الجنائية.

احد الاختلافات المفصليه بين النظم القانونية ظهر في المستوى القانوني للقضاة. في أوروبا، فإن العديد من القضاة لم يكونوا على معرفة قانونية وعقدت المحاكم في المحاكم المحلية والريفية. في المقابل، في إنجلترا كان كبار القضاة من ذوي الخبرة  وليسوا جزءا من مجتمع المتهمات.

أيضا، قليل جدا من محاكمات  الساحرات في انجلترا اديرت بشكل رسمي كمحاكم جماعيه، حيث اتهمت قرى بأكملها بمخالفات  السحر ، خلافا لبقية قارة أوروبا ، وخاصة ألمانيا، حيث تم توجيه عقوبات جماعيه ضد ساحرات من منطقة معينة. في الواقع، اليوم فيعتقد أن معظم المحاكمات للساحرات في اوروبا  تم ادارتها بطريقة مشابهة لإنجلترا. كما ان ، في أوروبا معظم الاتهامات فرديه لساحره واحده أو عدة ساحرات اللواتي ارتكبن الجرم نفسه، ولم يثبت أن المحاكمات الجماعية في ألمانيا تعتبر وضعيه لمحاكمات الساحرات في قارة أوروبا .

على الرغم من حقيقة أن النظام القانوني في إنجلترا قد حافظ على مظهر من الموضوعية وتجنب استخدام التعذيب وكان قضاه من ذوي الخبرة والخلفية القانونية واسعة النطاق، فإنه لا يزال يعتبر من جزء لا باس به  من مطاردي الساحرات في أوائل العصر الحديث. تضمن النظام القانوني في انجلترا قوانين التي تحظر السحر وكثير من النساء أدين كساحرات وشنقن على أساس من الأدلة تبدو اليوم مشكوك فيها وبحقيقتها.

واضح، إذن، أن الايمان بالساحرات ومطاردتهن  انعكس في مؤسسات القانون والقانون الجنائي من انجلترا في وقت مبكر من الفترة الحديثة. وهذا يدل, على الجذور القويه للايمان بالساحرات وقواهن الخارقة للطبيعة في ذلك الوقت، فلم يكن فقط ميراث لعامة الناس، ولكنه كان ساري المفعول في المؤسسات الرسمية في إنجلترا.

אודות dones7

צוות כותבות
פוסט זה פורסם בקטגוריה פמיניזם نسويّة. אפשר להגיע ישירות לפוסט זה עם קישור ישיר.

להשאיר תגובה

הזינו את פרטיכם בטופס, או לחצו על אחד מהאייקונים כדי להשתמש בחשבון קיים:

הלוגו של WordPress.com

אתה מגיב באמצעות חשבון WordPress.com שלך. לצאת מהמערכת /  לשנות )

תמונת Facebook

אתה מגיב באמצעות חשבון Facebook שלך. לצאת מהמערכת /  לשנות )

מתחבר ל-%s